تعجبت كثيراً من فرح بعض رافضي الانقلاب بالحلقة الأولى من الموسم الثاني لبرنامج باسم يوسف؛ وذلك لتعدّيه بعض الخطوط الحمراء المفروضة على الإعلام المصري منذ اللحظة الأولى لإعلان الانقلاب.. وكأنه قد مُحيت ذاكرتهم تماماً! ألا تذكرون أول حلقتين من نفس برنامجه في الموسم الماضي؟؟ هل نسيتم أنه خصص مساحة كبيرة من هاتين الحلقتين لنقد رموز إعلامية تنتمي إلى نفس منهجه وآرائه المعادية لكل ما هو إسلامي؟! وكان من بين هؤلاء الإعلاميون الذين يعملون معه في نفس القناة، حتى غضب بعضهم وهمّوا برفع قضايا عليه في المحاكم؛ ليظهر بعدها بصورة البطل الذي لا يثنيه أحد عن قول الحق؛ حتى لو غضب زملاؤه العاملين معه في نفس القناة. وإمعاناً في إظهار دور البطولة المطلقة، منعت إدارة القناة الفلولية التي تعاقد معها بملايين الجنيهات إذاعة الحلقة الثانية من برنامجه على قناتها؛ وصرّحت بأنه لا مانع لديها من إذاعتها على الانترنت.. وبلع الشعب الطُعم؛ وتهافتوا لمشاهدة الحلقة الثانية على الانترنت؛ ليزاد ارتباطهم بباسم يوسف وبرنامجه شبه الممنوع كما - صُوِّر للناس آنذاك - ولأن الممنوع مرغوب كما يقولون، ازداد أعداد مشاهدي برنامجه، واستقطب شريحة جديدة من الشعب؛ وظن كثير من الإسلاميين بالرجل خيراً؛ , وأنه بالفعل سينتقد الجميع بموضوعية وحياد.. ثم إذا بهم جميعاً يُفاجئون أن باقي حلقات موسمه الأول لم تتعرض إلا لتيارات الإسلام السياسي ورئيسهم المنتخب.. وكأنه لا يوجد غيرهم في مصر؛ وبمهارة فائقة وعبر كتيبة من العاملين معه في البرنامج (قال بنفسه أنهم 150 فردا) كان يتصيّد أخطاء الإسلاميين، ويصوّرها للجمهور على أنها مجمل نظرتهم وآرائهم لموضوعات حلقاته.. فنجح في إقناع كثير من الناس أن هؤلاء ليس لديهم إلا كل شرّ.. وهكذا استمرّ حلقة بعد حلقة حتى ساهم بجزء كبير من إسقاط هيبة الرئيس وهيبة الدولة في نفوس الناس.. ومن ثَمّ إسقاطهما على أرض الواقع، وإسقاط الدستور فوق البيعة. الجدير بالذكر أن حلقته الأولى من موسمه الثاني على الرغم من تجاوزها لبعض الخطوط الحمراء إلا أنها لم توجه انتقادات صريحة ولاذعة للسيسي، كما كان يفعل مع مرسي، الذي كان يقف له على الواحدة كما نقول في مصر.. إذ غفل عن مواقف وتعليقات مضحكة جداً كانت ستكون مادة دسمة ومتوافقة مع أسلوب برنامجه الساخر.. من ذلك على سبيل المثال لا الحصر: - جملة السيسي " اللي ميرضيش ربنا، احنا معاه بندعمه ونؤيده"! - وجملته "هميشحشحد.. أقسم بالله تاني"! - انتشار أفراد الجيش أمام المدارس وداخل الفصول وجريهم خلف التلاميذ الرابعوية! - المتحدث العسكري الجذاب! - بنطال السيسي المرتفع إلى منتصف بطنه! هذا كله فضلاً عن أسلحة رابعة الكيماوية والجثث المدفونة تحت الكرة الأرضية التي تحت الأرض ... إلخ. لكن يبدو أن باسم يوسف قد اتّخذ من سخريته من الرئيس مرسي سلّماً للصعود إلى المجد والشهرة.. ثم أخذ السلّم معه !
باسم يوسف.. كيف أعاودك وهذا أثر فأسك؟!7
Admin- Admin
- المساهمات : 200
تاريخ التسجيل : 22/10/2013
- مساهمة رقم 1